السبت، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٨

وجوه عديدة للحقيقة





أين هي الحقيقة؟؟؟

سؤال محير ظل الكثيرون يحاولون الوصول لإجابات شافية له ولم يصلوا ، وهناك مَن ضل الطريق. حتى أنني قد قرأت مرة مقولة تعبر عن هذه الحيرة لفيلسوف يقول فيها :

"ركعت وسجدت عند قدمي معشوقتى وانتظرت طويلا ، وطويلا على ان تجود على بكلمة ، ولكنها لم تقل إلا قليلا ..... أما هذه المعشوقة فهي الحقيقة".

لا يستطيع أحد أن يجزم أنه يملك الحقيقة كاملة حول موضوع واحد. فكل واحد منا له رؤية مختلفة حول نفس الموضوع ، فالقمر مثلا يراه العشاق والشعراء مصدر إلهام ووحي لكلمات جميلة ، وحتى أنه رمز للجمال في كثير من الأحيان - قمر 14- ونفس هذا القمر في نظر علماء الفلك ، أو من يملك تليسكوبا بسيطا هو مجرد صخور جامدة لا توجد بها حياة ... فأين الحقيقة إذن ومن يملكها ؟؟؟!!!!
حتى هذا القمر من وجهة نظرنا جميعا - على ما اعتقد - بالرغم من معرفتنا أنه مجرد صخور ، إلا أننا جميعا نشعر بالسعادة عند رؤية القمر ليلة التمام ، فأي القمرين نصدق...
في رأيي أن هذه الحيرة حول معرفة الحقيقة شئ مهم وحيوي في حياتنا ، لأنه لو خرج شخص ما وقال أنا أملك الحقيقة حول شئ ما ، فماذا سنفعل ؟؟؟ سنكتفي بهذا وسنلغي عقولنا ولن يكون هناك ابتكار وابداع أو تطور ، فلماذا إذن نحتاج إلى مبدعين ومفكرين وعلماء إذا كنا نملك الحقيقة كاملة ؟؟؟
من المهم أن نفكر ونبتكر ونتطور وألا نلغى عقولنا كي نحاول الوصول إلى الحقيقة - إن استطعنا - لكي نشعر بآدميتنا ووجودنا وتطورنا.