سواق الاتوبيس...

لا ما تفهموش غلط دا مش فيلم المبدع (عاطف الطيب) ، انما دا بقى ملاحظتى المتعمقة للسواقين عموما وسائقي الاتوبيسات بوجه خاص ، بص بقى يا سيدي ، صلى على رسول الله ، السواقين دول بقى اشكال والوان منهم اللي باين عليه المهنة اوي وهو والعربية اللي راكبها واحد يعني هدومه وايديه لون الزيت والسولار ودا مش عاوزينه ، ومنهم السواق اللى مهتم بنفسه لزوم الشغل ، ودا اللى احنا عاوزينه...
99% من السائقين بيهتموا اوي بطقم الصوت والسماعات في الاتوبيس وتلاقي الساعات مرشقة في كل مكان في سقف الاتوبيس "فوق الحديدة" ،، حاجة غريبة اوي سبحان الله تركب مع اي سواق من دول الصبح بدري تلاقيه مشغل القرآن على سورة يوسف بالذات مش عارفة ليه؟؟؟ تقول السواق دا ياما هنا ياما هناك ، في حين انت لو ركبت معاه هو نفسه بعد الضهر تلاقيه مشغل اغاني على كحه وسيد الاعور وغيرهم - وساعات يا جماعة علشان ما نظلمش بيشغلوا الحاج تامر والاخت شيرين ومن على شاكلتهم - المهم ان السواقين دول اصحاب مزاج امال ايه !! ما الراجل طول النهار والليل قاعد ع الكرسي ما بيتحركش لازم ينعنش نفسه برده ، اهم حاجة بقى ان فيه سواقين بيحجزوا الكرسي اللي قدام للمُزز - طبعا مش كلهم علشان ما نظلمش حد - اهو الراجل برده يحب يشوف خِلق حلوه تفتح النفس علشان يسوق بمزاج مش ها يبقى هنا وفي البيت ، واذا جت واحدة على قد حالها زي حالاتي واتجرأت وحاولت تركب قدام يجي التباع بسرعة يقول لها الكرسي محجوز يا أبلة ... واذ فجأة تيجي مُزة حلوة تلاقي سبحان الله الباب قدام اتفتح وكله بقى زي الفل...
واذا صادفت وركبت جنب السواق تكتشف ان السواق دا بقى فيلسوف عمره وزمانه - بجد مش هزار - تلاقيه سبحان الله فاهم كل حاجة بتحصل في البلد ويقعد يحكي ويرغي على قلبك طول الطريق على ان الجاز غلى ومش عارف ايه والحكومة والوزرا واحمد عز وغيره ، تحس بجد ان السواق عنده نظره وفلسفة في الحياة ، ومقتنع تماماً ان اي مصيبة بتحصل له سببها الحكومة حتى لو طلق مراته برده الحكومة السبب وتلاقى بقى ما لذ وطاب من الشتايم اللي قلبك يحبها ع الحكومة واعوانها ، وتلاقي السواق اذا خلص رغي يبدأ يعمل لك كشف هيئة .. الابلة في الكلية ولا بتشتغل ؟ متجوزة ولا آنسة ؟ والابلة منين ؟ اه دا احسن ناس ، لحد ما دماغي يورم ، بس انا بجد ساعات بستمتع بالكلام مع السواقين فيهم ناس كتير عندها وجهة نظر ، ومنهم اللي تقعد جنبه ولما توصل تقول الحمد لله اخيرا وصلت ، اما اسيبه يعيش حياته مع زباين غيري ....

الى اللقاء مع حلقة جديدة من حلقات الاتوبيس