الجمعة، ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٨

تلميذاتي

شعور جميل يغمرني وأنا أخرج من الفصل بعد أن أعلن الجرس انتهاء الحصة ، وأنا أشعر بطالباتي وقد استوعبن ماقلت وشرحت أثناء الدرس ، يا له من نجاح.....


تلميذاتي مصدر من مصار سعادتي ، لأنهن يؤكدن نجاحي في عملى بالرغم من فشل نظامنا التعليمي...


انظر إليهن وهن يتنافسن في الإجابة ، أو المزاح ، أو المناقشة ، وما الأحظه كثيراً ويسعدني بأن لهن موقف ورأي ويستطيعن مجادلتي في موضوعات كثيرة بالرغم من صغر سنهن النسبي ، ربما أرى فيهن ما كنت أحب أن أكونه وأنا في مثل سنهن ....


لقد صادفت في سنوات عملى - القليلة - كمدرسة كثير من المواهب والطاقات الجيدة والتي تحتاج إلى من يوجهها ويعطيها كلمة تشجيع لكي تستطيع الاستمرار والمضي قدماً ، فمثلاً عندي طالبة أحبها جداً اسمها "آيه" تبلغ من العمر 11سنة تكتب كلمات معانيها جميلة ، ربما لا تكون شعر ولكنها تمثل معاني رقيقة ، فمثلا تقول:


شفاه وورد وريحان


قطفت من الجنان


هديتها لأعز إنسان


وقابلت من ملكت الجفنان


فتحت عيني وجدتها


مثل الزهرة والريحان


..........


ويوجد غيرها كثير لهم مشاعر جميلة وطموح وأفكار ومشاريع للمستقبل تحتاج منا الاهتمام وأن نستمع إليهم بجد لكي يكون هناك أمل في غد أفضل لنا جميعاً.

الثلاثاء، ٧ أكتوبر ٢٠٠٨

عمر البراءة


خرجت انا واختى نشتري ملابس العيد لأطفالها الثلاثة ، وكان من حظي ان حملت "زينب" الرضيعة ذات السبعة اشهر ، وفي الطريق إذا بزينب فجأة تمسك اصبعى بكل يدها الرقيقة تريد ان تضعه في فمها الصغير ، تخيلوا أطبقت على اصبعي بكل يدها ولم تستطيع السيطرة عليه بالكامل ، ما هذه البراءة ، وماهذا الجمال!!!!!

تركتها تحاول السيطرة على اصبعى وشردت بذهنى .... يااااه لقد ذكرتني بعمر البراءة ، انظر اليها وهي تكتشف العالم من حولها بعينيها الجميلة وفمها الرقيق - حيث ان اصبعى الان اصبح في فمها ، ياله من احساس جميل وانا اشعر بمنبت اسنانها وهو يدغدغ اصبعي - تركتها تلعب وسألت نفسي أمازالت بي بعض هذه البراءة أم أن السنين فعلت فعلتها معي وبدأت في أخذها منى ؟؟

لا أذكر بالتحديد متى بدأت أفقد هذه البراءة ، كل شئ اصبح مشوه ،وغريب ، لقد اصبحت اشك في كل شئ ، ولا اثق بأي شخص ، آه كم احسدك يازينب فاحتياجاتك في هذه الدنيا بسيطة وجميلة بقدر جمال ورقة عينيكِ وأقل الأشياء ترضيكِ ، ولكن نحن نجري ونلهث وراء تحقيق خططنا وأحلامنا وطموحاتنا ومحاولة العثور على سعادتنا الهاربة ، ولكنه الزمن الذي لابد وأن يترك آثاره فينا ، ستكبري وتدركي كم كنتِ بريئة وجميلة .....
بعد انتهاء رحلتى كانت زينب قد تعتبت من عملية الاكتشاف ، فالمثيرات كثيرة من حولها فنامت كالملاك بين يدي...